التَّحوُّلات في " محور المقاومة ": تفكّيك النُّفوذ الإيرانيِّ في سوريا العوامل والعواقب

الملخص

يهدف هذا البحث إلى تحليل ظاهرة تفكيك القوَّة الإيرانيَّة في سوريا، من خلال عرض منهجيَّة شاملة وتحليل متعمِّق للمحاور الرَّئيسة الَّتي أسهمت في تفكيك النُّفوذ الإيرانيِّ وتأثيرها على المشهد الاستراتيجيِّ في الشَّرق الأوسط يركِّز البحث على عوامل التَّراجع والعواقب المترتِّبة على ذلك ضمن سياق " محور المقاومة "، بدأ من اغتيال قاسم سليمانيّ في يناير 2020 وحتَّى أحداث السَّابع من أكتوبر 2023 وما بعدها،- وخصوصًا- ما بعد خسارة حزب اللَّه لقوَّته العسكريَّة الَّتي كانت عاملاً رئيسيًّا في تراجع النُّفوذ الإيرانيِّ في سوريا. كما يتناول البحث إعادة ترتيب موازين القوى وتعزيز تأثير قوًى دوليَّة وإقليميَّة أخرى في المنطقة. تعتمد الدِّراسة منهجيَّةً تحليليَّةً نوعيَّةً تجمع بين مراجعة الأدبيَّات والدِّراسات السَّابقة، وتحليل الوثائق والسِّياسات الرَّسميَّة، بالإضافة إلى الاستفادة من التَّقارير الدَّوليَّة والبيانات الإحصائيَّة المتاحة. تشير النَّتائج إلى أنَّ تفكيك القوَّة الإيرانيَّة في سوريا لم يكن نتيجة عامل وحيد، بل نتاج تفاعل معقَّد بين عوامل داخليَّة مثل ضعف التَّنسيق بين الميليشيات الإيرانيَّة وتدمير القوَّة العسكريَّة لحزب اللَّه، وتحوُّلات في السِّياسات الدَّاخليَّة الإيرانيَّة، وعوامل خارجيَّة مثل العقوبات الدَّوليَّة، والتَّدخُّلات الإقليميَّة الَّتي أعادت تشكيل موازين القوى. يتوقَّع أن يكون لهذا التَّفكُّك عواقب استراتيجيَّةً مهمَّةً، أبرزها إعادة ترتيب التَّحالفات الإقليميَّة، وتقويض الاستقرار في منطقة " محور المقاومة "، وإحداث فجوة في الدَّعم الماليِّ والعسكريِّ للأطراف الموالية لإيران في العراق ولبنان واليمن. يتوَّج البحث بتقديم توصيات سياسيَّة تهدف إلى تعزيز الاستقرار الإقليميِّ من خلال إعادة النَّظر في الاستراتيجيَّات الدِّبلوماسيَّة والعسكريَّة، وتوجيه السِّياسات الاقتصاديَّة.