دينامية التمدن والهجرة في المغرب خلال عهد الحماية:مقاربة تاريخية وديموغرافية لفهم الإشكالات الحضرية الراهنة
DOI:
https://doi.org/10.63939/JSMS.2025-Vol7.N27.43-58الكلمات المفتاحية:
مسارات ومعدلات الهجرة، حركية المدن والتمدن، المدن الداخلية التاريخية، المدن الساحلية الأطلسية، الأحزمة الحضرية الهامشية.الملخص
نهدف عبر هذه الورقة البحثية إلى توصيف الدينامية التي عرفها المشهد المجالي الحضري في المغرب إبان فترة الحماية لمحاولة فهم وتفسير الإشكالات الحضرية الراهنة، من خلال استعراض وتحليل بعض المعطيات والمؤشرات الإحصائية التي أنجزتها إدارة الحماية حول وتيرة نمو المدن وتشكل النطاقات الحضرية في فترة الحماية، وكذلك من خلال تتبع التحولات والمسارات التي عرفها المجال الحضري.
لقد توصلنا إلى أن المجال الحضري في المغرب إبان فترة الحماية عرف دينامية في مسارين: المسار الأول نحو المدن الداخلية التاريخية، أما المسار الثاني، والذي كان أكثر حركية فكان نحو المدن الساحلية الأطلسية الناشئة والتي أصبحت حواضر كبرى( متروبولات) وأقطاب صناعية وتجارية بديلة للمدن التاريخية.
إن الدينامية التي عرفتها مدن المغرب خلال فترة الحماية كان لها ارتباط وثيق بمعدلات الهجرة القياسية التي تم تسجيلها خلال هذه المرحلة، نظرا للأسباب السياسية والسوسيو اقتصادية التي ميزت المغرب آنذاك، وقد كان لارتفاع وتيرة الهجرة دور أساسي في تشكل النطاقات والأحزمة الهامشية حول الحواضر الكبرى، بطبيعة الحال كل هذه الدينامية المجالية التي عرفها المغرب على عهد الحماية شكلت القاعدة الأساس للمشهد المجالي الحضري في مغرب ما بعد الاستقلال، مع ما حملته من إشكالات بنيوية استمرت إلى حدود التاريخ الراهن.
